الأستاذ عبد الله أصلان: أبعد الله عنا كل سوء

سلّط الأستاذ عبد الله أصلان الضوء على واقع الزلازل في إسطنبول، محذرًا من التهاون بخطر المباني المتهالكة وضرورة الاستعداد الجماعي والرسمي قبل فوات الأوان، وأكّد أن مواجهة الكارثة تبدأ بالوعي والتخطيط لا بالفزع والتجاهل.
كتب الأستاذ عبد الله أصلان مقالاً جاء فيه:
من الحقائق التي لا يمكن إنكارها في واقعنا المعاصر، والتي نغضّ الطرف عنها أحيانًا رغم خطورتها، هي حقيقة الزلازل، فقد شهدنا بالأمس سلسلة من الهزات الأرضية، كان مركزها في منطقتي سيلفري وبيوك جكمجة، بلغت شدتها القصوى 6.2 درجات، ما أحدث حالة من الهلع العام.
خلال وقوع الزلزال، اندفع المواطنون نحو الشوارع والساحات العامة، وقد بدت على وجوههم علامات الخوف والارتباك الشديدين، وما تبع ذلك من ذعر جماعي لا يُستهان به، نسأل الله أن يحفظ البلاد والعباد من كل شر وبلاء.
ويُجمِع الخبراء على أن التصرف بهدوء أثناء الزلزال وبعده مباشرة أمر بالغ الأهمية، لأن الفزع في مثل هذه اللحظات قد يؤدي إلى سلوكيات قاتلة، كما حدث في بعض الحالات التي ألقى فيها الناس بأنفسهم من الطوابق العليا بدافع الخوف.
ومن الإجراءات الضرورية بعد الهزة، اللجوء إلى الساحات الواسعة بعيدًا عن المباني، وانتظار التعليمات الرسمية بهدوء، لكن ما نراه أحيانًا من ازدحام شديد بسبب خروج المواطنين بسياراتهم، يشكّل عبئًا مضاعفًا على إدارة الأزمة، ويعيق حركة الطوارئ، وقد رأينا بالأمس كيف ازدادت حركة المرور بشكل مفاجئ، مما أثار القلق من عدم قدرة الفرق المختصة على التدخل الفوري لو حدث دمار أو خسائر بشرية.
الزلازل التي ضربت إسطنبول ذكّرت الناس بالزلزال الكبير الذي طالما حذر منه الخبراء، لكنهم يؤكدون دائمًا أنه رغم تأكدهم من وقوعه، إلا أن لا أحد يعلم متى سيكون، وهم يشددون على ضرورة التحرك العاجل لمعالجة واقع البنية التحتية والمباني القديمة.
ولهذا، تتجه الأنظار إلى السلطات المركزية والمحلية، ويتساءل الناس عن طبيعة الإجراءات المتخذة لتقوية البنية العمرانية، لكن الحقيقة المؤلمة أن الجهود المبذولة لا ترتقي إلى مستوى الخطر المحدق.
وعلى قاعدة "الزلزال لا يقتل، بل المباني الهشة هي القاتلة"، فإن المطلوب هو إطلاق حملة وطنية شاملة لإعادة تقييم وتأهيل الأبنية، بدءًا من المسح الفني للمباني المهددة وصولًا إلى إعادة الإعمار، كما يجب ألا تؤجَّل خطة العمل، وعلى المواطنين أيضًا أن يتحملوا مسؤولياتهم في هذا السياق.
ومن الجدير بالذكر أن نحو 70% من مباني إسطنبول، أي ما يقارب 817 ألف مبنى، شُيّدت قبل عام 2000، مما يجعلها في حكم المباني الضعيفة أمام الزلازل، ومن غير الواقعي تحويل جميعها، لكن من الواجب بذل أقصى الجهود الممكنة، ثم التوكل على الله، فهو نعم الحافظ.
إن تجاهل هذه الحقيقة لن يحمينا، بل سيزيد من فداحة الخسائر مستقبلاً، لذا لا مفرّ من الاعتراف بواقع الزلزال والاستعداد له، حفظ الله إسطنبول وسائر المدن من كل كارثة وبلاء.
وفي الختام نقول: سلامات يا إسطنبول، نأمل أن تكون الزلازل الصغيرة التي وقعت حتى الآن قد خففت من قوة الزلزال المنتظر، ونسأل الله أن يسلّم الجميع من الشرور والمحن. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يستعرض الأستاذ محمد كوكطاش مواقف حاسمة لم يعفُ فيها النبي ﷺ عن المسيئين، مؤكدًا أن العفو النبوي لم يكن مطلقًا، بل كان منضبطًا بميزان العدل والمصلحة، ويبيّن أن رد العدوان كان جزءًا من الرحمة النبوية حين تقتضي المصلحة ذلك.
حذر الأستاذ نور الله آي من الصهيونية التي تمثل مشروعًا مفسدًا يسعى لتدمير القيم الإنسانية وتقويض الأسرة والمجتمعات عبر نشر أفكار منحرفة تحت شعارات مثل الحرية والتحرر، حيث تنشط في المجتمعات المسلمة بينما تحافظ على حماية مجتمعاتها من تداعيات هذا الخراب
ندد الأستاذ حسن ساباز بجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة، مستهدفًا المدنيين والمنشآت الصحية بشكل ممنهج، كما سلط الضوء على التواطؤ الدولي والصمت الأممي الذي يمنح الاحتلال غطاءً لاستمرار جرائمه ضد الشعب الفلسطيني.